تعهد وزير الخزانة في ظلّ حزب المحافظين، ميل سترايد، بأنّ الحزب لن يُعرّض أبدًا استقرار الاقتصاد البريطاني للخطر من خلال تقديم وعود باهظة الثمن، في محاولة واضحة لإبعاد الحزب عن ميزانية ليز تراس الكارثية المصغّرة.
في خطاب هام، رفض سترايد صراحةً حزمة تخفيضات الضرائب التي اقترحتها تراس والتي بلغت 45 مليار جنيه إسترليني، والتي أحدثت اضطرابات في السوق وأدت في نهاية المطاف إلى استقالتها في عام 2022. وبينما اعترف بالأخطاء السابقة، أقرّ سترايد بأنّ الضرر الناتج عن ذلك لسمعة المملكة المتحدة الاقتصادية كبير وصعب إصلاحه.
ومع ذلك، دافعت تراس عن خطتها لـ “تعزيز الاقتصاد”، متهمةً سترايد بالتمسك بـ “أرثوذكسية الخزانة الفاشلة” واصفةً إياه بـ “خلق النظام” لتوافق سابق مع مسؤولي الخزانة.
شملت الميزانية المصغّرة في سبتمبر 2022، والتي كشف عنها وزير الخزانة آنذاك كواسي كوارتنغ، تخفيضات ضريبية كبيرة وإعانات لفواتير الطاقة. وقد قوّض هذا الثقة في الوضع المالي للمملكة المتحدة بشكل خطير، مما أدى إلى زيادة أسعار الرهن العقاري وانخفاض قيمة الجنيه الإسترليني. وقد زاد فشل تراس في استشارة مكتب مسؤولية الميزانية من تفاقم الأزمة، مما أدى إلى استقالتها بعد 49 يومًا فقط في منصبها.
وقد شكّل إلغاء الميزانية المصغّرة لاحقًا وتولّي ريشي سوناك رئاسة الوزراء تحولًا حاسمًا في السياسة. وقد استخدم حزب العمال باستمرار الميزانية المصغّرة كنقطة هجوم رئيسية، متهمًا حزب المحافظين بتحطيم الاقتصاد.
تطرّق سترايد مباشرةً إلى أوجه القصور في الميزانية المصغّرة، قائلاً إنّ حزب المحافظين قد خاطر مؤقتًا بالاستقرار الذي يدافع عنه. وانتقد غياب خطة تمويل قابلة للتطبيق للمليارات التي تم إنفاقها على إعانات الطاقة وتخفيضات الضرائب. وتطلعًا إلى مراجعة الإنفاق القادمة لوزيرة الخزانة راشيل ريفز، اتهم سترايد حزب العمال بالتخلي عن المسؤولية المالية.
وعن المخاوف المتعلقة بزعيمة حزب المحافظين الحالية كيمي بادينوتش، التي خدمت في حكومة تراس، أعرب سترايد عن ثقته في قيادتها، مشبّهًا ذلك بالسنوات الأولى لمارجريت تاتشر. وشدد على ضرورة الصدق والوقت لإعادة بناء الثقة العامة.
وقد قوبل إعلان سترايد بأنّ حزب المحافظين “لن يعرض” أبدًا المصداقية المالية للخطر من خلال وعود باهظة الثمن بردّ حاد من تراس، التي قالت إنّ خطتها هي السبيل الوحيد لتجنب هزيمة انتخابية كارثية. وقد انتقدت تراس كذلك سياسات الحكومة المحافظة السابقة الاقتصادية، بما في ذلك الهجرة العالية، وزيادة الضرائب، وأهداف الصفر الصافي باهظة الثمن.
كما استهدف سترايد حزب الإصلاح المملكة المتحدة وزعيمه نايل فاراج، ووصف مقترحاتهم الاقتصادية بأنها شعبوية وتذكرنا بنهج “شجرة المال السحرية” لجيريمي كوربين. وردّ حزب الإصلاح المملكة المتحدة بانتقاد سجل حزب المحافظين في الإنفاق الحكومي والنمو الاقتصادي.
وقد اغتنم حزب العمال والحزب الليبرالي الديمقراطي الفرصة لانتقاد حزب المحافظين، مسلّطين الضوء على العواقب الاقتصادية للميزانية المصغّرة واتهام الحزب بالنفاق لإدانته لاستراتيجيات اقتصادية مماثلة لحزب الإصلاح المملكة المتحدة. وقد تركزت الاتهامات على الالتزامات الإنفاقية غير الممولة وما نتج عنها من ضرر على الشعب البريطاني.