الثلاثاء. يونيو 10th, 2025
حرب نووية بين الهند وباكستان: ما مدى واقعية الخطر؟

شهدت المواجهة العسكرية الأخيرة بين الهند وباكستان، رغم غياب التهديدات الصريحة أو التهديدات النووية العلنية، تذكيراً صارخاً بالديناميكيات المتقلبة في المنطقة، وبالخطر الدائم للتصعيد النووي. وقد أبرزت الأزمة، التي خُفّفت في نهاية المطاف من خلال وقف إطلاق نار توسطت فيه الولايات المتحدة، هشاشة السلام.

تمت سابقاً محاكاة إمكانية حدوث نتائج كارثية. فقد توقعت دراسة أجريت عام 2019 سيناريو يُشعل فيه هجوم إرهابي تبادلاً نووياً بين الدولتين. وقد أثار التوتر الأخير، رغم احتوائه، هذه الإمكانية المقلقة.

شملت إجراءات باكستان خلال التصعيد رداً عسكرياً إلى جانب إعلان اجتماع هيئة القيادة الوطنية – وهي إشارة محسوبة تشير إلى قدراتها النووية. ولا يزال الغرض الدقيق غير واضح، لكنه تزامن مع تدخل دبلوماسي أمريكي من قبل وزير الخارجية ماركو روبيو.

أكد الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة تجنبت “صراعاً نووياً”، وهو ادعاء رددته رئيسة وزراء الهند ناريندرا مودي من خلال إدانته القوية للابتزاز النووي وتعهد باتخاذ إجراء حاسم ضد ملاذات الإرهابيين الآمنة.

تملك كل من الهند وباكستان ترسانات نووية كبيرة، يقدر عددها بحوالي 170 رأساً حربياً لكل منهما وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، وهو جزء صغير من إجمالي عدد الرؤوس الحربية العالمية، لكنه لا يزال يمثل تهديداً كبيراً. وتطور الدولتان ثلاثيات نووية للإطلاق من البر والبحر والجو، حيث تتمتع الهند بقدرة بحرية أكثر تقدماً، وفقاً لخبير الأمن كريستوفر كلاري.

في حين تبنت الهند سياسة عدم استخدام الأسلحة النووية أولاً بعد اختباراتها النووية عام 1998، فقد تم تحديد هذه السياسة، مع الاحتفاظ بالحق في استخدام الأسلحة النووية رداً على الهجمات الكيميائية أو البيولوجية. أما باكستان، التي تفتقر إلى عقيدة معلنة رسمياً، فقد نقلت خطوطها الحمراء من خلال بيانات رسمية وإجراءات.

تصف روايات مسؤولين أمريكيين سابقين، بمن فيهم مايك بومبيو، مخاوف من استخدام باكستان للأسلحة النووية وشيكاً خلال مواجهات سابقة. وفي حين أن هذه الادعاءات تواجه تشككاً من الجانبين، يبقى احتمال التصعيد العرضي مصدر قلق، كما يبرز إطلاق الهند الصاروخ القادر على حمل أسلحة نووية عام 2022.

على الرغم من المخاطر المتأصلة، يشير الخبراء إلى أن احتمال اندلاع حرب نووية لا يزال منخفضاً نسبياً في غياب القتال البري الكبير. إن معضلة “استخدمها أو تخسرها” – ضغط استخدام الأسلحة النووية قبل تدميرها – يزيد من الخطر خلال المواجهات البرية. ومع ذلك، تدرك الدولتان جيداً الوصمة الدولية والانتقام المحتمل المرتبطان ببدء نزاع نووي.

على الرغم من هذا الردع، تستمر كل من الهند وباكستان في توسيع قدراتهما النووية. تشير التقديرات إلى أن ترسانة باكستان قد تصل إلى 200 رأس حربي بحلول أواخر العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بينما تمتلك الهند ما يكفي من المواد الانشطارية لعدد أكبر. وفي حين أن تأثير الردع يبدو أنه قائم في الوقت الحالي، فإن الوجود المستمر للأسلحة النووية يُدخِل مستوى غير مقبول من المخاطر، كما أكد جون إراث من مركز مكافحة التسلح ومنع الانتشار. حتى احتمال منخفض لحدوث صراع نووي يبقى مرتفعاً بشكل غير مقبول بالنظر إلى عواقبه المدمرة.

قبل ProfNews