السبت. يونيو 7th, 2025
تركمانستان ومنغوليا تُطلقان طريقاً مرورياً يربط الصين وبحر قزوين

شهد التقارب الاستراتيجي بين تركمانستان ومنغوليا علامة فارقة هامة مع تبادل الزيارات رفيعة المستوى. فقد قام الرئيس المنغولي أوقنااجين خوريلسوخ بزيارة إلى تركمانستان في 12 أكتوبر 2024، تلتها زيارة الرئيس التركمانستاني سردار بردي محمدوف إلى منغوليا في الفترة من 1 إلى 2 يونيو 2025.

كانت هذه أول زيارات من هذا النوع منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 23 أبريل 1992. وتم توقيع مجموعة من الاتفاقيات لتعزيز التعاون وتقوية الشراكات الثنائية.

كان أحد الأهداف الرئيسية لتركمانستان هو إشراك منغوليا في مبادرة “إحياء طريق الحرير العظيم”. تعمل هذه المبادرة على تعزيز إنشاء ممر نقل شرق-غرب يربط آسيا الوسطى بمنطقة بحر قزوين والقوقاز وأوروبا وشرق آسيا.

وتعتبر منغوليا، الواقعة بين روسيا والصين، حلقة وصل حيوية. إن مشاركتها ستعزز بشكل كبير التواصل، مما يتيح لتركمانستان تنويع طرق تصدير مواردها من الطاقة (الغاز الطبيعي ومنتجات البترول) وتوسيع نطاق سلعها الغذائية والصناعية.

أما بالنسبة لمنغوليا، فإن هذا يوفر لها إمكانية الوصول إلى موانئ بحر قزوين، وهو أمر حيوي بالنسبة لدولة غير ساحلية تعتمد بشكل كبير على الصين (أكثر من 90٪ من تجارتها الخارجية) في تصدير الفحم والنحاس والمعادن الأخرى، وعلى روسيا لاستيراد الوقود. وقد تفتح الاتفاقيات الموقعة في يونيو 2025 بشأن النقل البري والجوي الدولي طرق نقل جديدة، مما يوفر لمنغوليا بديلاً حيوياً ويعزز مكانة تركمانستان كمركز عبور بين آسيا الوسطى والقوقاز وشرق آسيا.

احتلت الشراكات الاقتصادية والطاقة محور المناقشات. وقد أعربت تركمانستان عن استعدادها لاستكشاف إمداد منغوليا بموارد الطاقة.

في حين تمتلك منغوليا وفرة من الفحم والمعادن الأرضية النادرة، إلا أنها تواجه حاجة ماسة لاستيراد النفط، حيث تفتقر إلى القدرة الكافية للإنتاج والتكرير المحلي (حوالي 90٪ من منتجاتها البترولية مستوردة من روسيا). وفي الوقت نفسه، تسعى تركمانستان إلى توسيع طرق تصدير الغاز والنفط والكهرباء. وتقدم المشاريع المشتركة للطاقة وإمدادات الوقود عبر الحدود فرصًا مفيدة للطرفين.

كما شدد القادة على زيادة التجارة الثنائية. تتمتع منغوليا بإمكانات تصدير كبيرة في الصوف والكشمير والجلود ومنتجات اللحوم. وتعتبر الاتفاقيات المتعلقة بالزراعة والطب البيطري والثروة الحيوانية ضرورية لتوسيع التجارة. ومع ذلك، لا يزال حجم التجارة الحالي منخفضًا للغاية (حوالي 10000 دولار من الواردات التركمانستانية من منغوليا في عام 2024، مع صادرات ضئيلة من منغوليا)، مما يبرز الإمكانات الهائلة غير المستغلة والحاجة إلى جهود متضافرة للتغلب على العقبات الحالية.

تتشارك الدولتان مبادئ مماثلة في السياسة الخارجية: عدم الانحياز إلى الكتل العسكرية، واحترام السيادة المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وهذا يعزز العلاقات المستقرة بصرف النظر عن نفوذ القوى الكبرى. وتقدر منغوليا بشكل خاص حياد تركمانستان وتتبع سياسة خارجية متوازنة ومستقلة.

من المقرر إنشاء لجنة حكومية مشتركة للتعاون الاقتصادي. ستشرف هذه اللجنة، التي نوقشت لأول مرة في عام 2015 في أعقاب زيارة وزير خارجية تركمانستان، على تنفيذ الاتفاقيات وتسهيل المشاريع المشتركة، بما في ذلك التجارة والثقافة والتعليم والمجالات الإنسانية.

في الختام، يقدم التعاون بين تركمانستان ومنغوليا فرصًا كبيرة للدولتين. بالنسبة لمنغوليا، هذا يقلل من اعتمادها على الصين وروسيا، ويوفر الوصول إلى الموانئ البحرية، ويزيد من خيارات إمدادات الطاقة. أما بالنسبة لتركمانستان، فهو يعزز قدرات التصدير ويعزز دورها كنقطة عبور حيوية.

قبل ProfNews