السبت. يونيو 14th, 2025
تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية: تداعيات بوينج

احتفلت شركة بوينج مؤخراً بوصول عدد ركاب طائراتها من طراز 787 دريملاينر إلى مليار راكب، وهو إنجاز كبير بالنظر إلى تاريخ إطلاقها الحديث نسبيًا. ومع ذلك، يُطغى على هذا الإنجاز حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية في أحمد آباد، مما يُمثل نكسة لطراز كان يُشاد بسجله الأمني سابقاً.

يختلف هذا الحادث عن حادثي تحطم طائرات بوينج 737 ماكس المعروفين في إندونيسيا وإثيوبيا، واللذين أسفرا عن مئات الوفيات وأديا إلى وقف تشغيل الطائرات في جميع أنحاء العالم بسبب عيب في البرمجيات تم اكتشافه.

حالياً، لا يوجد دليل يشير إلى وجود عيب في التصنيع في حادث الخطوط الجوية الهندية. يُعد إجراء تحقيق شامل، رهنًا باستعادة وتحليل مسجلات بيانات الرحلة (الصناديق السوداء)، أمرًا بالغ الأهمية لتحديد السبب.

في حين تتداول العديد من النظريات، يشير أحد الطيارين المُستشارين إلى أن عيوب المُصنّع نادراً ما تتسبب في حوادث مميتة في الطيران الحديث، وأن الخطأ البشري هو عامل أكثر شيوعاً – باستثناء الاستثناء الملحوظ لطراز 737 ماكس.

من المهم ملاحظة الطبيعة الاحتكارية الجزئية لسوق طائرات الركاب التجارية، حيث تهيمن بوينج وإيرباص على السوق. ومع ذلك، فإن هذا الحادث الأخير يُضيف إلى التحديات التي تواجه بوينج مؤخراً.

عبرت بوينج عن تعازيها للمتضررين، وأعلنت تعاونها مع الخطوط الجوية الهندية في التحقيق. وشهد سعر سهم الشركة انخفاضاً بنسبة 5% بعد نشر الخبر.

تُعقّد هذه المأساة الوضع بشكل أكبر بالنسبة لشركة بوينج، التي أبلغت عن خسائر مالية كبيرة في العام الماضي، وهي تواجه مخاوف تتعلق بالسلامة، ومشاكل في مراقبة الجودة، وإضرابًا ضارًا للعمال.

تُبرز الأحداث الأخيرة، بما في ذلك حادث انفصال باب أثناء الرحلة والذي استلزم تسوية بقيمة 160 مليون دولار، وتسوية بقيمة 428 مليون دولار مع شركة ساوثويست للطيران بسبب وقف تشغيل طراز 737 ماكس، صراعات الشركة المستمرة.

إلى جانب الانتكاسات المالية، تواجه بوينج تدقيقاً جاداً فيما يتعلق بممارساتها المتعلقة بالسلامة. على الرغم من ادعاءات تحسين الأداء التشغيلي والتركيز على السلامة والجودة، إلا أن الادعاءات السابقة المتعلقة بتركيب أجزاء دون المستوى، وروايات المُبلغين عن المخالفات حول المضايقات والتهديدات، لا تزال مثيرة للقلق.

كما تورطت الشركة في معارك قانونية ناجمة عن تحطم طائرات 737 ماكس، حيث توصلت مؤخراً إلى تسوية مع وزارة العدل الأمريكية لتجنب الملاحقة الجنائية، ودفعت أكثر من 1.1 مليار دولار غرامات، وهو قرار قوبل بانتقادات من عائلات الضحايا.

حدثت تغييرات كبيرة في القيادة في بوينج في السنوات الأخيرة. تعهد كيلي أورتبرغ، الرئيس التنفيذي الجديد، بتحسين ثقافة السلامة واستعادة الربحية، لكنه يواجه اليوم انتكاسة كبيرة أخرى.

تُبرز تسوية بوينج البالغة 1.1 مليار دولار لتجنب الملاحقة القضائية في حوادث تحطم طائرات 737 ماكس، وهو قرار انتقدته عائلات الضحايا، التحديات المستمرة التي تواجه الشركة.

وسط جهود إعادة بناء أعمالها، تواجه بوينج ضغوطًا إضافية.

يعكس سعي الشركة إلى قنوات مبيعات بديلة للطائرات المخصصة أصلاً للصين وضعها الحالي في السوق.

توفر عقدة طائرة مقاتلة F-47 الأخيرة بعض الأخبار الإيجابية لشركة بوينج، على الرغم من أنها لا تزال تواجه تحديات أوسع نطاقاً في كل من الأسواق العسكرية والمدنية.

قبل ProfNews