في خضم تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، أكد وزير الخارجية البريطاني التزام المملكة المتحدة بحماية مصالحها في الشرق الأوسط. وفي أعقاب تعهد إيران بالانتقام من الضربات الأمريكية الأخيرة على منشآتها النووية، أكد وزير الخارجية، ديفيد لامى، أن إجراءات “حماية القوات” البريطانية في المنطقة وصلت إلى أعلى مستوى لها.
وحث لامى، في خطاب أمام البرلمان، إيران على تهدئة الوضع والدخول في مفاوضات فورية مع الولايات المتحدة. وبينما شدد على عدم مشاركة المملكة المتحدة في الهجوم الأمريكي، ذكر أن مشروعية الإجراءات الأمريكية هي مسألة تخص إدارة ترامب.
وكرر لامى موقف المملكة المتحدة المعارض لتطوير إيران أسلحة نووية، مؤكداً أن الضربات الأمريكية تهدف إلى الحد من هذا التهديد. ومع ذلك، امتنع عن تأييد الضربات الأمريكية صراحة أو التعليق على امتثالها للقانون الدولي، مسلطاً الضوء على مسعى الحكومة الدقيق لتحقيق التوازن على الصعيد العالمي والمحلي.
وأعلن لامى مخاطباً مجلس العموم: “الوضع يشكل خطرًا خطيرًا على المصالح البريطانية في المنطقة. وبعد نشر أصول إضافية كإجراء احترازي، وصلت حماية القوات إلى أعلى مستوياتها. لا شك لدينا أننا مستعدون للدفاع عن أفرادنا وأصولنا وأصول حلفائنا وشركائنا”.
وتشمل عمليات نشر القوات البريطانية الأخيرة في الشرق الأوسط طائرات إضافية، مثل طائرات تايفون وناقلات وقود جوية، لدعم الطوارئ الإقليمية. كما أكد لامى إجلاء سلاح الجو الملكي البريطاني لـ 63 مواطناً بريطانياً من تل أبيب إلى قبرص، مع تخطيط لمزيد من الرحلات، واعترف بإصابة مواطن بريطاني واحد خلال هجمات صاروخية إيرانية.
وعلاوة على ذلك، تم إصدار إشعار بالبقاء في أماكن آمنة للمواطنين البريطانيين في قطر، مما يعكس تحذيرًا أمريكيًا مماثلاً، بعد تقارير عن تهديد موثوق لمركز عمليات القوات الجوية الذي تديره الولايات المتحدة في قاعدة العديد. جاء بيان لامى بعد إعلان الرئيس ترامب أن الضربات الأمريكية ألحق الضرر الشديد بالمنشآت النووية الإيرانية.
وبينما لم يتمكن لامى من تقديم تقييم شامل للأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، كرر دعوته إلى تجديد المفاوضات، مؤكداً أن الضربات العسكرية لا يمكن أن تقضي على معرفة إيران المتراكمة على مدى عقود أو طموحها في تطوير أسلحة نووية. وتركز جهود الحكومة الدبلوماسية على تهدئة الوضع، حيث وصف لامى الرد الإيراني على القواعد الأمريكية أو حصار مضيق هرمز بأنه “خطأ كارثي”.
ومع ذلك، فإن الموقف الغامض للحكومة بشأن الضربات الأمريكية والإسرائيلية تعرض لانتقادات. واتهمت وزيرة الخارجية المعارضة بريتي باتيل الحكومة بالتعتيم، وطالبت بتوضيح موقفها بشأن التهديد الذي تشكله إيران. وعلى العكس من ذلك، انتقد المتحدث باسم الليبراليين الديمقراطيين، كالوم ميلر، إجراءات الولايات المتحدة وإسرائيل، بحجة أن نهجهما يقوض القانون الدولي ويهدد باندلاع صراع إقليمي.
اشترك في نشرتنا الإخبارية Politics Essential للحصول على تحليل سياسي متعمق وتحديثات.
تشمل العناصر الإخبارية غير ذات الصلة إجراءات برلمانية وأحداث دولية.