طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل في مقتل فلسطينيين بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات في غزة يوم الأحد، وذلك في أعقاب تقارير متضاربة حول إطلاق قوات إسرائيلية النار. يدعي شهود عيان أنهم تعرضوا لإطلاق النار أثناء انتظارهم الطعام في منشأة برافح تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
أفاد الصليب الأحمر أنه عالج 179 مصابًا، من بينهم 21 قتيلاً. وأعلنت وكالة الدفاع المدني التي تديرها حماس عن ارتفاع عدد القتلى إلى 31.
نفى الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار على مدنيين بالقرب من الموقع أو في الموقع، ووصف التقارير بأنها كاذبة. وصفت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) التقارير أيضًا بأنها “أكاذيب صريحة”، مشيرة إلى عدم وجود أدلة تدعم وقوع هجوم بالقرب من منشأتها.
توجد تحديات للتحقق من صحة المعلومات بسبب قيود إسرائيل على وصول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة.
في بيان صدر يوم الاثنين، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش عن غضبه إزاء عمليات القتل والإصابات التي تم الإبلاغ عنها، داعيًا إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل ومحاسبة المسؤولين. ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية على هذا البيان على منصة إكس، ووصفته بأنه “عار” وانتقدت حذف ذكر حماس.
حدد الدفاع المدني 31 قتيلاً و176 جريحًا إثر إطلاق نار إسرائيلي مزعوم استهدف آلاف المدنيين بالقرب من مركز المساعدات. أكد الصليب الأحمر الدولي تدفقًا جماعيًا للمصابين إلى مستشفى رفح، حيث تم علاج 179 مريضًا، من بينهم نساء وأطفال، معظمهم يعانون من إصابات بنيران أو شظايا؛ وتوفي 21 شخصًا عند وصولهم. أفاد جميع المرضى أنهم كانوا يحاولون الوصول إلى موقع توزيع المساعدات.
عالج أطباء بلا حدود (MSF) مرضى مصابين بجروح خطيرة في مستشفى ناصر، بعضهم في حالة حرجة، مع تقارير عن إطلاق نار إسرائيلي من مصادر مختلفة، بما في ذلك طائرات بدون طيار، ومروحيات، وقوارب، ودبابات، وجنود. قُتل شقيق أحد موظفي أطباء بلا حدود أثناء جمع المساعدات.
وصف صحفي في رفح تجمع الفلسطينيين بالقرب من دوار عندما فتحت دبابات إسرائيلية النار، حسبما ورد. بينما يُظهر مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر فلسطينيين تحت النيران، إلا أن بي بي سي لم تتمكن من التحقق من الموقع بسبب عدم كفاية السياق المرئي.
خلص التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته لم تطلق النار على مدنيين بالقرب من موقع توزيع المساعدات. واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إفي ديفيرين حماس بنشر روايات كاذبة لمنع سكان غزة من الحصول على المساعدات، وعرض لقطات من طائرة بدون طيار يُزعم أنها تُظهر رجالًا مسلحين يطلقون النار على مدنيين – على الرغم من أن بي بي سي لم تتحقق من صحتها وموقعها.
ذكر مسؤول عسكري إسرائيلي لاحقًا أن الجنود تصرفوا لمنع المشتبه بهم من الاقتراب من القوات على بعد حوالي كيلومتر واحد من موقع مؤسسة غزة الإنسانية قبل افتتاحها، وأطلقوا طلقات تحذيرية. ونفى المسؤول أي صلة بين هذه الحادثة والاتهامات الموجهة للجيش الإسرائيلي.
رفضت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) التقارير بشدة واعتبرتها اختلاقًا، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات أو حوادث خلال عملياتها. واتهم السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، وسائل الإعلام الرئيسية بالإبلاغ المتهور، مدعيًا أن التقارير كانت مصدرها حماس فقط وتهدف إلى إثارة الكراهية المعادية للسامية.
ظهرت تقارير أخرى يوم الاثنين عن مقتل ثلاثة فلسطينيين آخرين بنيران إسرائيلية بالقرب من مركز مؤسسة غزة الإنسانية. أكد الصليب الأحمر استقباله 50 جريحًا، اثنين منهما توفي، بينما استقبل مستشفى ناصر جثة أخرى. اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق طلقات تحذيرية نحو مشتبه بهم بالقرب من الموقع، مشيرًا إلى أن تحقيقًا شاملاً جارٍ.
أفاد الدفاع المدني أيضًا بمقتل 14 شخصًا، من بينهم أطفال ونساء، جراء ضربة إسرائيلية على منزل في جباليا، مع أكثر من 20 مفقودًا تحت الأنقاض. أكد الجيش الإسرائيلي استهداف العديد من الأهداف في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك المنشآت العسكرية والأنفاق ومخازن الأسلحة، لكنه لم يعلق على الفور على حادثة جباليا.
في أعقاب هجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر، أعادت إسرائيل فرض حصار على غزة واستأنفت هجومها العسكري، منهية وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين. والهدف المعلن هو الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن. في 19 مايو، شنت إسرائيل هجومًا موسعًا يهدف إلى السيطرة على مناطق غزة، مما أدى إلى تخفيف الحصار مؤقتًا لتوفير الإمدادات الغذائية الأساسية.
منذ 7 أكتوبر، توفي ما لا يقل عن 54,470 شخصًا في غزة، من بينهم 4,201 منذ استئناف هجوم إسرائيل، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
أدت أحداث صباح الأحد في رفح، أثناء توزيع المساعدات، إلى وقوع إصابات أثار القلق الدولي.
يُعتبر الرد على خطة المساعدات المقترحة لا يقبلها تمامًا ولا يرفضها، مما أثار انتقادات من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
واجه الأسبوع الأول من خطة المساعدات الجديدة، التي تعتبر حاسمة لمنع المجاعة في غزة، تحديات لوجستية كبيرة واضطرابات.
يلقي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، الضوء على عرقلة إيصال المواد الغذائية عند الحدود.
تدعي الولايات المتحدة أن إسرائيل وافقت على خطة المبعوث ستيف ويتكوف، في انتظار التأكيد الرسمي من حماس.