تهدف زيارة الرئيس ترامب المرتقبة لدول الخليج هذا الأسبوع إلى تأمين استثمارات جديدة ضخمة للاقتصاد الأمريكي.
وتشير كارين يونغ، وهي زميلة باحثة أولى في معهد الشرق الأوسط، إلى أن “الرئيس ترامب يريد الإعلان عن [زيادة الاستثمار الخليجي في الولايات المتحدة]”، بهدف تقديم عرض مرئي يوضح تخصيص الاستثمار وأثره الاقتصادي المتوقع، بما في ذلك خلق فرص العمل ونمو التصنيع المحلي.
ابتداءً من الرياض في 13 مايو، سيجتمع ترامب مع ولي العهد محمد بن سلمان، ويحضر قمة الخليج في 14 مايو، ويزور قطر، ويختتم رحلته في الإمارات العربية المتحدة في 15 مايو.
تبرز أهمية الرحلة الاقتصادية من خلال مكانتها المقصودة كأول زيارة خارجية له في ولايته الثانية، والتي أُجلت فقط بسبب وفاة البابا فرانسيس. ويبرز اختيار المملكة العربية السعودية، بدلاً من الوجهات الأولية التقليدية مثل المملكة المتحدة أو كندا أو المكسيك، أهميتها الاقتصادية.
إن تأمين الاستثمارات الخليجية، خاصة من صناديق الثروة السيادية، يعزز برنامج ترامب “أمريكا أولاً”. وتجتذب الزيارة كبار قادة وول ستريت وسيليكون فالي إلى المملكة العربية السعودية لحضور منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في 13 مايو، والذي يضم كبار المسؤولين التنفيذيين من كبرى الشركات بما في ذلك بلاك روك، وبالانتير، وسيتي جروب، وآي بي إم، وكوالكوم، وألفابيت، وفرانكلين تيمبلتون.
يتزامن هذا الدفع مع رياح اقتصادية معاكسة ناتجة عن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، والتي أثرت على التجارة العالمية والاقتصاد الأمريكي، الذي شهد أول انخفاض فصلي له في ثلاث سنوات.
في حين أعلن الأمير محمد سابقاً عن استثمار سعودي بقيمة 600 مليار دولار على مدى أربع سنوات، إلا أن ترامب يسعى إلى التزام بقيمة تريليون دولار، بما في ذلك المشتريات العسكرية. ويتوقع علي شيحابي، وهو معلق سعودي على صلة بالحكومة، إبرام العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، بما في ذلك المشاريع المشتركة وعمليات شراء الأسلحة.
يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، الذي يدير أصولاً بقيمة 925 مليار دولار، بالفعل استثمارات أمريكية كبيرة (أوبر، وإلكترونيك آرتس، ولوسيد موتورز)، وتعهدت الإمارات العربية المتحدة باستثمار 1.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات عبر قطاعات مختلفة. ومع ذلك، تحذر يونغ من أخذ هذه الأرقام الكبيرة على محمل الجد، واصفة إياها بأنها أهداف استراتيجية طويلة الأجل.
تشير التقارير إلى التزام سعودي يتجاوز 100 مليار دولار للأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات. وفي حين كانت الولايات المتحدة مورداً للأسلحة لفترة طويلة، فقد تم وقف المبيعات في عام 2021 بسبب مخاوف بشأن دور المملكة العربية السعودية في حرب اليمن واغتيال خاشقجي. واستؤنفت المبيعات العام الماضي، مع اقتراح البعض أن الولايات المتحدة تهدف إلى تأمين مساعدة سعودية في حل النزاع في غزة.
يشير شيحابي إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى تحسين نظام المشتريات الأمريكي للحصول على المعدات بشكل أسرع. كما سيكون الذكاء الاصطناعي محورياً، مع التركيز على جذب الاستثمارات الخليجية في الشركات التكنولوجية الأمريكية والحصول على أشباه الموصلات. وقد فتح الإلغاء الأخير لقيود تصدير الرقائق التي فرضتها إدارة بايدن، آفاقاً للمفاوضات المباشرة.
وتشدد يونغ على حاجة الإمارات العربية المتحدة الملحة للتكنولوجيا الأمريكية لتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي حين أن التركيز منصب على مكاسب الاستثمار الأمريكي، فإن المملكة العربية السعودية تسعى أيضاً إلى مشاركة أمريكية في برنامج رؤيتها 2030، على الرغم من التحديات في جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة بسبب الانخفاض الأخير في أسعار النفط.
وقد عُزى انخفاض أسعار النفط، من قبل البعض، إلى زيادة إنتاج أوبك+ لتلبية دعوات ترامب لخفض الأسعار، بينما يشير آخرون إلى ثقة أوبك+ في النمو الاقتصادي العالمي. ويأمل مجلس الأعمال الأمريكي السعودي في الاستفادة من زيارة ترامب لتعزيز الاستثمار الأمريكي في قطاعات الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والتعليم في المملكة العربية السعودية.
في النهاية، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة، بينما يهدف ترامب إلى إبرام صفقات استثمارية كبيرة كفوز لسياساته الاقتصادية. ويختتم شيحابي قائلاً: “الرئيس ترامب يتطلع إلى عناوين رئيسية تتحدث عن استثمارات ضخمة في أمريكا، وسيحصل على ذلك من هذه الرحلة”.
تعني عمليات التسريح المخطط لها أن شركة صناعة السيارات اليابانية خفضت الآن حوالي 15٪ من قوتها العاملة في العام الماضي.
يأمل الرئيس، في أول رحلة دبلوماسية رئيسية خلال ولايته الثانية، في تأمين استثمارات جديدة كبيرة في الولايات المتحدة خلال رحلة تستغرق أربعة أيام إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
كانت متاجر التجزئة الصينية عبر الإنترنت تعتمد سابقاً على ثغرة “لا تذكر” لشحن السلع منخفضة القيمة إلى الولايات المتحدة.
تصر الحكومة على أن لحوم البقر المعالجة بالهرمونات لن تظهر في المملكة المتحدة، لكن المزارعين لا يزال لديهم أسئلة.
ليست هذه نهاية للحرب التجارية، بل هي هدنة كبيرة، حسبما يكتب محرر الاقتصاد في بي بي سي.