يقول المحققون إن مواطناً مصرياً يبلغ من العمر 45 عاماً، يدعى محمد صبري سليمان، خطط بعناية لهجوم بقنابل مولوتوف على متظاهرين مؤيدين لإسرائيل في بولدر، كولورادو، لمدة عام.
وقد مثل سليمان، المتهم بارتكاب جرائم كراهية اتحادية وجرائم ولاية تشمل محاولة القتل واستخدام المتفجرات، لفترة وجيزة أمام المحكمة يوم الاثنين.
وتفيد السلطات بأن سليمان، وهو يهتف “فلسطين حرة”، استهدف تجمع مؤيد لإسرائيل في مول بيرل ستريت، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص. تم اكتشاف ما لا يقل عن ستة عشر قنبلة مولوتوف غير مشتعلة في مكان قريب. ويشير المحققون إلى أنه حدد المجموعة عبر الإنترنت.
يمثل هذا الحادث أحدث هجوم ضد أعضاء الجالية اليهودية الأمريكية.
وقد نظمت المظاهرة منظمة “اركض من أجل حياتهم”، وهي منظمة تعمل على نشر الوعي بشأن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
زُعم أن سليمان ألقى جهازين حارقين، مما أدى إلى إصابات حروق لثمانية مشاركين. تلقى اثنا عشر شخصاً، من بينهم أربعة رجال وأربع نساء تتراوح أعمارهم بين 52 و 88 عاماً، علاجاً طبياً لإصابات تراوحت بين طفيفة إلى خطيرة. تم مراجعة التقرير الأولي الذي ذكر ثمانية ضحايا لاحقاً ليشمل أربعة آخرين بإصابات طفيفة.
ومن بين المصابين الحاخام إسرائيل ويليام، وهو ناجٍ من المحرقة ومدير جماعة حباد في جامعة كولورادو بولدر.
وقع الهجوم في بداية عيد شافوعوت اليهودي.
وقد ظهر سليمان عبر بث فيديو من سجن مقاطعة بولدر مرتدياً زيّاً برتقالياً، وأجاب لفترة وجيزة على أسئلة إجرائية من القاضي قبل تحديد موعد تقديم الاتهام الرسمي يوم الخميس.
وتعتقد السلطات أنه تصرف بمفرده. ووفقاً لإفادة خطية من مكتب التحقيقات الفيدرالي، اعترف سليمان بالتخطيط لمدة عام، بهدف “قتل جميع الصهاينة” وأعرب عن استعداده لتكرار الهجوم. جاء ذلك بعد تخرج ابنته من المدرسة الثانوية.
بالإضافة إلى قنابل المولوتوف، تم استعادة بخاخ ظهر يحتوي على البنزين. وتذكر الشرطة أن سليمان متنكراً في هيئة بستاني للاقتراب من المجموعة.
وذكرت التقارير أن سليمان استخدم دروساً تعليمية على يوتيوب لتعلم صنع قنابل المولوتوف، واختار هذه الطريقة على الأسلحة النارية بسبب وضعه كوافد جديد الذي يمنعه من الحصول على تصريح لحمل سلاح مخفي.
وتفصّل وثائق المحكمة رحلة سليمان من كولورادو سبرينغز إلى بولدر، حيث وصل قبل خمس دقائق فقط من التجمع، واشترى البنزين في الطريق. وذكر للمحققين كراهيته للصهاينة واستهدافهم لاحتلالهم “أرضنا”، في إشارة إلى الأراضي الفلسطينية.
ترك سليمان رسالة لعائلته على جهاز آيفون مخفي في المنزل، واستعادت زوجته الجهاز لاحقاً وسلمته للسلطات.
صرح المسؤولون بأنه لم تكن هناك إشارة سابقة على أن سليمان يشكل تهديداً. وأكد المدعي العام الأمريكي بالإنابة ج. بيشوب جريويل على محاسبة سليمان.
انتقل سليمان إلى كولورادو سبرينغز قبل ثلاث سنوات بعد سبعة عشر عاماً قضاها في الكويت. وصل إلى كاليفورنيا في عام 2022 بتأشيرة غير مهاجرة، انتهت صلاحيتها في فبراير 2023، وفقاً لمصادر متعددة. وقد تقدم بطلب اللجوء بعد شهر من وصوله، وتظل تفاصيل النتيجة غير معلنة.
ادعى ستيفن ميلر، المسؤول السابق في إدارة ترامب، أن سليمان حصل على تصريح عمل من إدارة بايدن بعد تجاوز مدة تأشيرته.
صرح وزير الخارجية ماركو روبيو بأنه يجب ترحيل أولئك الذين يحملون تأشيرات والذين هم إرهابيون أو متعاطفون معهم. عمل سليمان مع أوبر ايتس منذ عام 2023، حيث استوفى جميع متطلبات التحقق من الخلفية وقت التوظيف.
أدان الرئيس السابق ترامب الهجوم، مؤكداً على أمن الحدود وترحيل “الراديكاليين غير الشرعيين المناهضين لأمريكا”.
واجه المجتمع اليهودي الأمريكي سلسلة من الهجمات وسط الصراع في غزة، بما في ذلك مقتل مساعدين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، ومحاولة حرق مزعومة لمنزل حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو.
بدأت الحرب الإسرائيلية-الغزية في 7 أكتوبر 2023، بهجوم عبر الحدود من قبل حماس أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص و251 رهينة. وتفيد وزارة الصحة في غزة بمقتل ما لا يقل عن 54470 شخصاً جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة.
يتزايد القلق الدولي بشأن عمليات القتل المبلغ عنها للمدنيين بالقرب من مراكز الإغاثة في غزة، مع اتهامات للقوات الإسرائيلية بمهاجمة من يلتمسون المساعدة. يبرز الوضع الأزمة الإنسانية المروعة.