توفيت الممثلة لوريتا سويت، الحائزة على جائزتي إيمي، والتي اشتهرت بدورها في المسلسل التلفزيوني الشهير “ماش”، يوم الجمعة في منزلها بنيويورك عن عمر يناهز 87 عامًا، حسبما أكد وكيل أعمالها هارلان بول لبي بي سي. وفي حين يُعتقد أن سبب الوفاة هو أسباب طبيعية، إلا أن تقريرًا من الطبيب الشرعي لا يزال قيد الانتظار.
جسدت سويت دور الرائدة مارغريت “هوت ليبس” هوليهان، وهي ممرضة في الجيش الأمريكي شخصية ومعقدة، في المسلسل الذي حظي بإشادة كبيرة واستمر لمدة أحد عشر موسمًا (1972-1983). امتدّ دورها عبر تقريبًا جميع الحلقات، وبلغ ذروته في الحلقة الأخيرة التي حطمت الأرقام القياسية وشاهدها 106 ملايين مشاهد أمريكي.
يُعدّ مسلسل “ماش”، وهو عمل كوميدي مؤثر في آن واحد يستكشف مستشفى جراحة ميداني متنقلاً خلال الحرب الكورية، إنجازًا بارزًا في التلفزيون الأمريكي، حظي بتقدير كبير لِمعالجته المتميّزة لمواضيع مثل العنصرية والتمييز الجنسي والأثر النفسي للحرب، خاصةً في سياق انسحاب الولايات المتحدة من فيتنام. تم اقتباس المسلسل من رواية عام 1968، “ماش: رواية عن ثلاثة أطباء في الجيش”، من قبل جراح سابق في الجيش.
وُلدت لوريتا سويت باسم لوريتا سزود في نيو جيرسي، وصقلت موهبتها في الأكاديمية الأمريكية للفنون الدرامية في مدينة نيويورك. إلى جانب “ماش”، تضمنت مسيرتها المهنية الواسعة أدوارًا في العديد من البرامج التلفزيونية (“عرض المبتدئين”، “مهمة مستحيلة”، “جريمة قتل، كتبتها”)، والأفلام، والعروض المسرحية، بما في ذلك عروض على مسرح برودواي في مسرحيات “في نفس الوقت، العام المقبل”، و”ميمي”، و”شيرلي فالنتاين”—حيث حصلت الأخيرة على جائزة سارة سيدونز المرموقة في شيكاغو. كما تلقت أربعة ترشيحات لجائزة غولدن غلوب.
في مقابلة أجريت مع مجلة “ستار” عام 2010، وصفت سويت ببراعة أسلوبها في التمثيل: “التصوير ليس إخفاءً بالنسبة لي، بل هو كشف. نحن نمنحك ترخيصًا للشعور. هذا هو أهم شيء في العالم، لأنه عندما تتوقف عن الشعور، هذا هو وقت موتك”. وعند التفكير في شخصيتها في “ماش”، لاحظت تطور الدور، وسعت إلى تصوير واقعي حتى لو كان ذلك يعني تغيير الجوانب الكوميدية.
إلى جانب مسيرتها التمثيلية، كانت سويت فنانة متحمسة ونشطة في مجال حقوق الحيوان، وأسست جمعية خيرية مكرسة لمكافحة القسوة على الحيوانات. تذكرها جايمي فار، زميلها في مسلسل “ماش”، بحنان باعتبارها “أختَه بالتبني”، معربًا عن حزنه الشديد على وفاتها.